قُلُوبٌ على سرير النِّسيانْ ....
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
قُلُوبٌ على سرير النِّسيانْ ....
بسم الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ..
أُسْعِدتُم بِهذهِ الأيّام الفضائِل وجعلها اللهُ نوراً يغسِلُ أعماقَ قُلوبِكُم ..
قـال ربُّ العِزّة والكمال في كِتابه المُقدّس ..
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . }
بِالأمسِ البعيد كــانا ينتظِرانِ بشغفٍ قُدوم مولودهُما الجديد ..
حملا بين أحداقهُما أجمل الأماني ورسما لِذاك الطِّفل أرقّ الملامِح .. وبِالوردِ المُخمليّ و دمــاءِ قُلوبِهما فرشا البسيطة لِتحتفي بِقُدومه إلى هذا الوجود ..
وأتى ذاك الحُلُم الموعود على ظهرِ غيمةٍ بيضاءْ تحُفُّهُ أسرابُ النُّور والطهر ..
وبِأذْرُعٍ مِن حنانٍ فريد طوّقاهُ وسعادةُ الكون تجري في عُروقِهما ..
هو يلثُمُهُ تارةً ويُناغيهِ بِحنانٍ تارةً أُخرى ..
وهــي تضُمُّهُ إليها بِدفىءٍ جميل و تُقبِّلُ يديهِ بِشغفٍ شديد ..
وكــأنّ السّعادة لمْ تُخلق إلا لهُما فقط ..
كيف لا وقد اكتحلتْ أرواحُهما بِقُدوم أول ثمرةٍ لِحُبِّهما الفريد ..
مِن نسائِمُ الهواء كانا يخشيانِ عليه .. ومِن فاضِل أرواحهُما كانا يجودانِ على تِلك الرُّوح ..
ووسط وثير المشاعِر يُهدهِدانهُ بِحنُوٍّ يفوقُ الخيال ..
على ظهرهِ كان يحمِلُهُ ويُداعِبه ..
سِهرا عليهِ ليل نهارٍ كي يكون كنزاً يُغنيهُما في أيّام هِرمهما ..
كبِروا وكبُرت معهُم أمانيهُم ..
شاخوا فما عادوا يقوون على حملِهِ فوق أضلاعهم ..
وجـاء وقتُ ردِّ الدُّيون المُتراكِمه ..
فلمْ يجِدا سِوى ركلةٌ مِن قدمٍ طالما قبّلاها كثييييييراً ..
وفي دور المُسِنين رقدوا بِلا أنيسٍ أو مُعين ..
رُبّما اليوم يزورُنا ونأنسُ بِأحاديثه ..
ويمضي اليوم ويتبعُه غداً وبعد غد وتتوالى الأيام ولم يلُح طيف ابنهُم لِيُضيء تِلك الدار ..
هــو سعيدٌ في هذهِ الحياة بعد أن تغذّى مِن دِماءِ قُلوبهم ..
وهُم يُكابِدون مرارة الوحدة و الفِراق ..
مــاذنبُهم حتى يُصفعون بِكفِّ الجُحود ..
أليس مِن حقِّهم أن توفى جميعُ حُقوقهم ..
ذاتَ يومٍ سِمعتُ قِصّةً جميلة ..
كــان لدى عجوزٌ موعدٌ لدى طبيب العُيون ..
زارهُ وكــانَ وذاكَ العجوز يسألُ عن الوقت بِشكلٍ دائِم ..
قُطِرتْ عينا العجوز بِقطراتٍ دوائية ونصحهُ الطبيب بالبقاء لِفترةٍ زمنيةٍ لأسبابٍ عِلاجية ..
رفض العجوزُ بِشدة ... سألهُ الطبيب عن سبب الرفض ..فأجاب : أنا مشغووول ..!!
تعجّب الطبيب وقال له : ومايُشغِلُك ياعمّ ..؟
فأجاب العجوزُ مُبتسِماً ..
لديّ موعِدٌ مع سيدةٌ في دارِ الرِّعاية ..
فتح الطبيبُ عينيهِ عن آخِرهما ..
فأردف العجوزُ قائِلاً ..
هي سيِّدةٌ عجوزٌ مثلي ضريرةٌ ولاتسمعُ أيضاً .. وذاكِرتُها ضعيفةٌ جِداً ..
الطبيب .. ومن هي ولماذا تزورها ..؟
العجوز .. هي زوجتي مرِضتْ مُنذُ سنين طويلة فأُخِذت لِدار الرِّعاية ..
اعتدتُ على زيارتها كُل يوم هي لاتذكُرُني أصلاً ..
فقال الطبيب ولِم تُكلِّفُ نفسك عناء الزيارة وهي لاتذكُرك ..؟
ابتسم وقال .. إن كانت لاتذكُرني فأنا أذكُرُها ولا زِلتُ أعشقُها كأيام الصِّبا ..!!
أغبِطُها تلك العجوز ..
لِماذا لم يعُد في قُلوب الأبناء رحمةٌ لِأولئِك المنسيون في غياهِب الوحده ..!!
* إيداعُ الآباء في سجنِ " دار" المسنين أهو نوعٌ مِن العُقوق ؟ أم هو حقٌّ مشروعٌ لِلأبناء ..؟
* الآبــاء مــالهُم وماعليهم اتجاه الأبناء ..؟
* لِمـاذا يُفكِّرُ بعض الأبناء بِدار المُسِنين لِرعاية آبائهم ..؟ أليسوا بِحجم المسؤولية ..؟ أم عدم تفرُّغ ..؟ أم جُحود ؟
* منْ يُلقي بِوالديهِ هُناك هل هو مُجرّدٌ مِن العاطِفه ..؟ أم أنه مجبورٌ على ذلك ..؟ وماللذي يُجبِره ..؟
أعتذِرُ على الإطاله ..
وأتمنى أن أرى الجميع هُنا ..
السلام عليكم ..
أُسْعِدتُم بِهذهِ الأيّام الفضائِل وجعلها اللهُ نوراً يغسِلُ أعماقَ قُلوبِكُم ..
قـال ربُّ العِزّة والكمال في كِتابه المُقدّس ..
{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا . وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا . }
بِالأمسِ البعيد كــانا ينتظِرانِ بشغفٍ قُدوم مولودهُما الجديد ..
حملا بين أحداقهُما أجمل الأماني ورسما لِذاك الطِّفل أرقّ الملامِح .. وبِالوردِ المُخمليّ و دمــاءِ قُلوبِهما فرشا البسيطة لِتحتفي بِقُدومه إلى هذا الوجود ..
وأتى ذاك الحُلُم الموعود على ظهرِ غيمةٍ بيضاءْ تحُفُّهُ أسرابُ النُّور والطهر ..
وبِأذْرُعٍ مِن حنانٍ فريد طوّقاهُ وسعادةُ الكون تجري في عُروقِهما ..
هو يلثُمُهُ تارةً ويُناغيهِ بِحنانٍ تارةً أُخرى ..
وهــي تضُمُّهُ إليها بِدفىءٍ جميل و تُقبِّلُ يديهِ بِشغفٍ شديد ..
وكــأنّ السّعادة لمْ تُخلق إلا لهُما فقط ..
كيف لا وقد اكتحلتْ أرواحُهما بِقُدوم أول ثمرةٍ لِحُبِّهما الفريد ..
مِن نسائِمُ الهواء كانا يخشيانِ عليه .. ومِن فاضِل أرواحهُما كانا يجودانِ على تِلك الرُّوح ..
ووسط وثير المشاعِر يُهدهِدانهُ بِحنُوٍّ يفوقُ الخيال ..
على ظهرهِ كان يحمِلُهُ ويُداعِبه ..
سِهرا عليهِ ليل نهارٍ كي يكون كنزاً يُغنيهُما في أيّام هِرمهما ..
كبِروا وكبُرت معهُم أمانيهُم ..
شاخوا فما عادوا يقوون على حملِهِ فوق أضلاعهم ..
وجـاء وقتُ ردِّ الدُّيون المُتراكِمه ..
فلمْ يجِدا سِوى ركلةٌ مِن قدمٍ طالما قبّلاها كثييييييراً ..
وفي دور المُسِنين رقدوا بِلا أنيسٍ أو مُعين ..
رُبّما اليوم يزورُنا ونأنسُ بِأحاديثه ..
ويمضي اليوم ويتبعُه غداً وبعد غد وتتوالى الأيام ولم يلُح طيف ابنهُم لِيُضيء تِلك الدار ..
هــو سعيدٌ في هذهِ الحياة بعد أن تغذّى مِن دِماءِ قُلوبهم ..
وهُم يُكابِدون مرارة الوحدة و الفِراق ..
مــاذنبُهم حتى يُصفعون بِكفِّ الجُحود ..
أليس مِن حقِّهم أن توفى جميعُ حُقوقهم ..
ذاتَ يومٍ سِمعتُ قِصّةً جميلة ..
كــان لدى عجوزٌ موعدٌ لدى طبيب العُيون ..
زارهُ وكــانَ وذاكَ العجوز يسألُ عن الوقت بِشكلٍ دائِم ..
قُطِرتْ عينا العجوز بِقطراتٍ دوائية ونصحهُ الطبيب بالبقاء لِفترةٍ زمنيةٍ لأسبابٍ عِلاجية ..
رفض العجوزُ بِشدة ... سألهُ الطبيب عن سبب الرفض ..فأجاب : أنا مشغووول ..!!
تعجّب الطبيب وقال له : ومايُشغِلُك ياعمّ ..؟
فأجاب العجوزُ مُبتسِماً ..
لديّ موعِدٌ مع سيدةٌ في دارِ الرِّعاية ..
فتح الطبيبُ عينيهِ عن آخِرهما ..
فأردف العجوزُ قائِلاً ..
هي سيِّدةٌ عجوزٌ مثلي ضريرةٌ ولاتسمعُ أيضاً .. وذاكِرتُها ضعيفةٌ جِداً ..
الطبيب .. ومن هي ولماذا تزورها ..؟
العجوز .. هي زوجتي مرِضتْ مُنذُ سنين طويلة فأُخِذت لِدار الرِّعاية ..
اعتدتُ على زيارتها كُل يوم هي لاتذكُرُني أصلاً ..
فقال الطبيب ولِم تُكلِّفُ نفسك عناء الزيارة وهي لاتذكُرك ..؟
ابتسم وقال .. إن كانت لاتذكُرني فأنا أذكُرُها ولا زِلتُ أعشقُها كأيام الصِّبا ..!!
أغبِطُها تلك العجوز ..
لِماذا لم يعُد في قُلوب الأبناء رحمةٌ لِأولئِك المنسيون في غياهِب الوحده ..!!
* إيداعُ الآباء في سجنِ " دار" المسنين أهو نوعٌ مِن العُقوق ؟ أم هو حقٌّ مشروعٌ لِلأبناء ..؟
* الآبــاء مــالهُم وماعليهم اتجاه الأبناء ..؟
* لِمـاذا يُفكِّرُ بعض الأبناء بِدار المُسِنين لِرعاية آبائهم ..؟ أليسوا بِحجم المسؤولية ..؟ أم عدم تفرُّغ ..؟ أم جُحود ؟
* منْ يُلقي بِوالديهِ هُناك هل هو مُجرّدٌ مِن العاطِفه ..؟ أم أنه مجبورٌ على ذلك ..؟ وماللذي يُجبِره ..؟
أعتذِرُ على الإطاله ..
وأتمنى أن أرى الجميع هُنا ..
رد: قُلُوبٌ على سرير النِّسيانْ ....
بر الوالدين واجب لأن رضا الله من رضا الوالدين
يعطيك العافية على الموضوع الرائع
شكرا
يعطيك العافية على الموضوع الرائع
شكرا
yoooucef- عدد المساهمات : 93
تاريخ التسجيل : 07/08/2009
العمر : 37
البلد : الجزائر
العمل : أستاذ
المزاج : عادي
رد: قُلُوبٌ على سرير النِّسيانْ ....
جميل ما خطه قلمك
وما جاد به في هذا الصرح
أحييك على هذه الكلمات الرائعة
ابدعت في احساسك
وفي طرح الموضوع
فعلا قلوبنا تبكي على الاباء والامهات التي ينتهي مطاف حياتهم الكفاحية
في سبيل تأمين العيش الكريم لأبنائهم
في مأوى للعجزة :(
تقبل مروري
تحياتي وتقديري لكل الاباء و الامهات
وشكرا لك
دامــ... قلمكــ... للمنتدى
وما جاد به في هذا الصرح
أحييك على هذه الكلمات الرائعة
ابدعت في احساسك
وفي طرح الموضوع
فعلا قلوبنا تبكي على الاباء والامهات التي ينتهي مطاف حياتهم الكفاحية
في سبيل تأمين العيش الكريم لأبنائهم
في مأوى للعجزة :(
تقبل مروري
تحياتي وتقديري لكل الاباء و الامهات
وشكرا لك
دامــ... قلمكــ... للمنتدى
بنت بلادي- الإشراف على مملكة حكايات و نقاشات
- عدد المساهمات : 287
تاريخ التسجيل : 23/07/2009
العمر : 37
البلد : الجزائر
العمل : طالبة
المزاج : الحمد لله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى